
الفول والفلافل والبطاطس والجبن، ليست إفطار الجميع، فقد استطاع الحاج عبدالدايم أن يغير من وجبات الإفطار المعتادة، ويجعل من المكرونة وجبة إفطار رسمية لدى زبائنه.
مطعم مكرونة صغير فى حى عابدين افتتحه عبدالدايم قبل 63 عاما، استطاع أن يجتذب الكثيرين من أهل الحى، أو من خارجه، لكن مواعيد عمله، التى تبدأ فى السادسة صباحا، وتنتهى فى الثانية عشرة ظهرا، أجبرت رواده على جعل طبق مكرونة «عبدالدايم» إفطارا، داوم بعضهم عليه منذ افتتاح المحل وحتى الآن.
وفاة عبدالدايم لم تنه عادة الإفطار بالمكرونة، التى نشرها، إذ ورث المحل أبناؤه الثمانية، الذين أكملوا مسيرة أبيهم، ورغم اختلاف وظائفهم، رفضوا تغيير أى شىء فى المحل، يقول محمد عرفة- 60 سنة- أحد الأبناء: «والدى عمل المحل عام 1952، ولأننا بنعمل مكرونة زى بتاعة البيت، الناس حبتها، وبييجوا يطلبوا طبق واتنين أو ساندويتشات مكرونة». ويضيف:«بيجيلنا ناس من جوه المنطقة ومن بره، فنانين ولعيبة ومدربين».
تيسير فهمى وأحمد عدوية وجمال عبدالحميد، ومدربو بعض النوادى الشهيرة، هم أبرز زبائن عبد الدايم، يقول عرفة: «أحمد عدوية كان بييجى يقعد جنبى ويقشر معايا البصلة».
ويضيف: «مدربين النادى الأهلى معظمهم بييجوا هنا، ومدرب حرس الحدود ومنتخب مصر، بيفطروا من عندى مكرونة». يتفرد محل عبدالدايم بوجود نوع مكرونة يسمى «روبعة» ينتج له خصيصاً، وهو نوع فاخر، يقول عرفة إنه لا يوجد إلا عنده، ويوضح: «النوع ده كان بييجى من إيطاليا وأمريكا زمان، لكن دلوقتى مبقاش موجود، وبنجيبه من تركيا».
الحاج سعد الدين عبدالخالق، أحد الزبائن الدائمين فى محل عبدالدايم، يقول: «بفطر مكرونة من وأنا عندى 10 سنين، دلوقتى عندى 66 سنة».
ويتابع: «من أيام الحاج عبدالدايم، مبفطرش فول، اتعودت ع المكرونة، ممكن آكل مرتين أو تلاتة».

