
تعد مكتبة جوانينا الموجود في البرتغال، واحدة من أجمل المكتبات على مستوى العالم، لما تحويه من تصميمات راقية وأنيقة للأرفف والكراسي والطاولات، إلى جانب النقوش والهندسة المعمارية الفريدية التي تعيدك قرونا إلى الوراء.
تحتوي المكتبة على أكثر من 250 ألف مجلدا في مجالات مختلفة، والتي يرجع تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي، في الطب والتاريخ والجغرافيا والفلسفة وغيرها.
دفعت قيمة المكتبة المسؤولين عنها إلى البحث عن وسائل مختلفة لحمايتها وتأمينها، حتى من الحشرات والفئران، خشية أن تتآكل المخطوطات أو يصيبها أي ضرر، لذلك ليس من الغريب أن تتبنى المكتبة فكرة احتضان الخفافيش، والتعامل معها كما لو كانوا عمالا ليليين، لحماية الكتب والمخطوطات القديمة من الحشرات والفئران.
تنام فرقة كاملة من الخفافيش خلف أرفف الكتب أثناء النهار، ويستيقظون من مأواهم ليلًا للبحث عن الحشرات التي تعتبر الكتب والمخطوطات القديمة التي لا تقدر بثمن، مجرد ولائم، إلى جانب الفئران التي تدخل في المساء من النوافذ المفتوحة لتتمتع بطعم الورق.
أصبحت الخفافيش جزءا لا يتجزأ من فريق عمل المكتبة، فقط لأنها تتغذى على الحشرات والفئران، وبالتالي تؤدي مهمة كبيرة في عملية حماية التراث والثروة المعرفية، ومن حسن الحظ أنها لا تستيقظ في النهار، ولا يلاحظ زوار المكتبة وجودها على الإطلاق.
ولتنظيف الفوضى التي يمكن أن تتركها هذه الخفافيش، يقوم العمال بتغطية الأثاث بملاءات جلدية كل مساء ومسح الأرضيات جيدًا في الصباح الباكر قبل الفتح، بحسب موقع Odditycentral.
لا أحد يعرف على وجه اليقين متى بدأت مستعمرة الخفافيش في التواجد داخل مكتبة جوانينا، لكن يفترض البعض أنهم استقروا في موقع المكتبة قبل تأسيسها وافتتاحها، أي قبل عدة مئات من السنين، لذلك اعتبروا المكان موطنهم، ومازالوا يقيمون فيها.




