
بغض النظر عن اللغة والثقافة والمسافة وحتى الأنواع، لا تعرف الصداقة حدودًا. وفي حين أن معظم مالكي الحيوانات الأليفة يؤكدون على أن الكلاب والقطط أفضل صديق للرجل، فإن فالنتين جرونر، المتحمس للحياة البرية، لديه صديقة من نوع آخر، والتي من المحتمل أن تصيب الكثيرين بالخوف إذا فتحت فمها.
يعتبر «فال» أن أفضل صديق له هو أسد اسمه سيرجا. علاقتهما كبيرة جدًا، لدرجة تجعلهما يقفزان من الفرح في كل مرة يلتقيان فيها، بحسب موقع «boredpanda».
يقول الرجل: «ربما تكون سيرجا ألطف الأسود، لكن لا أنصح بمحاولة تقليدي على الإطلاق وتكوين صداقات معها، فقد تكون لها عواقب وخيمة»، مؤكدا إنها دائمًا لطيفة وودودة على الرغم من حجمها، لكنه الوحيد الذي يتفاعل معها، و«ستكون خطيرة جدا على الأشخاص الذين لم تعتاد عليهم» على حد قوله.
يتذكر «فال» كيف بدأت قصة صداقتهما، قائلا: «لقد بدأت قبل 10 سنوات عندما لم تعد والدتها موجودة وكان علي أن أربيها».
كانت ظروف حياة سيرجا صعبة في البداية، لأنها بحسب الرجل «ولدت في 25 فبراير 2012 لأسود برية تم أسرها بعد أن تم تحديدها على أنها حيوانات شرسة وتسبب مشكلة في مناطق الماشية، لذلك تم احتجازها ورعايتها في أراضي Grassland Bushman Lodge، بالقرب من جانزي، في صحراء كالاهاري بوتسوانا، مملوكة لويلي دي جراف، مربي ومتحمس للحياة البرية».
في هذا الوقت، تعرف عليها «فال»، وقرر الاعتناء بها بعد ملاحظة رفض والدتها إطعامها، لتبدأ علاقتهما القوية التي استمرت على مدار 10 سنوات.
نمت سيرجا ونمت علاقتها بـ «فال» على مر السنين، وأصبح العناق بينهما أسلوب حياة، فكلما لاحظت اللبؤة صديقها قادما من بعيد، توجهت إليه لتحتضنه فورا.
تعيش سيرجا الآن داخل محمية بمساحة 2000 هكتار تم إنشاؤها خصيصًا لها، حيث يمكنها الصيد والعيش بحرية قدر الإمكان في ظل ظروفها، وما زال «فال» معها بشكل يومي.
يقول فالنتين جرونر إن تجربة رعاية سيرجا كانت بمثابة نقطة تحول بالنسبة له، مضيفا «لطالما أحببت الحيوانات ولكن سيرجا غيرت حياتي إلى الأبد. إن كونك مسؤولاً عنها لا يزال يعلمني يوميًا ما يعنيه التواجد حقًا من أجل كائن آخر. سأستمر في الوقوف إلى جانبها والكفاح من أجل إسعادها طوال حياتي».




