
شرع بعض الباحثين في أستراليا في دراسة أمراض الخلايا العصبية الحركية، مثل التصلب الجانبي الضموري، والمعروف كذلك باسم مرض لو جيريج.
وبما أنه لا يوجد علاج معروف لمرض التصلب الجانبي الضموري، أراد الباحثون تحديد ما إذا كان ضعف الجهاز الجليمفاوي في الجسم، الذي يعمل على تنظيف الدماغ، قد يكون مرتبطًا بظهور المرض.
وبحسب اعلماء، تتكون أجسامنا من سلاسل طويلة من البروتينات، التي يدخل في تكوينها الأحماض الأمينية المتراصة بجانب بعضها البعض «لأداء مهام محددة مثل تكوين أجسام مضادة لمحاربة العدوى، أو دعم الخلايا، أو نقل الجزيئات».
وفي حالة حدوث أي قصور في عمل هذه البروتينات، يمكن أن تتراكم البروتينات المشوهة في الجسم، ويأتي دور الجهاز الجليمفاوي بعد ذلك لإزالة هذا النوع من النفايات من الدماغ، ويعمل في الغالب أثناء النوم.
أجرى الباحثون تجربة على بعض الفئران المعدلة وراثيًا بحيث تحتوي على البروتين البشري الموجود في أجسام البشر المصابين بمرض التصلب الجانبي الضموري. وعندما أطعموا الفئران طعامًا به مضاد حيوي مقاوم لهذا البروتين البشري، أظهرت الفئران تقدمًا في العمر بشكل طبيعي.
ولكن عندما أطعموا الفئران طعامًا بدون مضادات حيوية، وتراكمت البروتينات البشرية، بدأت الفئران تظهر «علامات الإصابة بمرض التصلب الجانبي الضموري ومن أعراضه ضعف العضلات التدريجي وضمور الدماغ».
أجرى الباحثون بعد ذلك اختبارًا بالرنين المغناطيسي لفحص هياكل دماغ الفئران، ووجدوا أنه في الفئران التي تحتوي على كميات كبيرة من البروتين البشري المتراكم، كان الجهاز الجليمفاوي يعمل بكفاءة أقل في تنظيف هذا البروتين بالمقارنة بالفئران التي لم يتم تعديلها وراثيًا.
كما أرجع الباحثون عملية التنظيف هذه إلى عدة عوامل أخرى تساهم بشكل كبير بجانب الجهاز الجليمفاوي، وهي:
- استهلاك أحماض أوميجا 3 الدهنية الموجودة في الأسماك البحرية
- الاستهلاك المعتدل للكحول
- ممارسه الرياضه
- النوم على الجانب الأيمن أو الأيسر
وبالحديث عن وضعيات النوم، أظهرت الدراسات أن النوم على الجانب الأيمن أو الأيسر، وليس على الظهر أو الوجه، يمكن أن يزيد من وظيفة الجهاز الجليمفاوي في تنظيف الدماغ.
وقد قال مؤلفو الدراسة، إن «تعلّم النوم على الجانب الأيمن أو الأيسر قد يقدم فوائد ملموسة، لا سيما وأن النوم له وظيفة بيولوجية هامة جدًا فيما يتعلق بتنظيف الفوضى الدماغية التي تتراكم خلال فترات استيقاظنا».

