
منذ ما يقرب من 180 عامًا، وتحديدًا يوم 30 مارس، استخدم طبيب التخدير الشهير، العالم كروفورد لونج، ثنائي إيثيل الإيثر في التخدير عن طريق الاستنشاق، لأول مرة في تاريخ البشرية، من خلال عملية جراحية، ورغم ذلك الاكتشاف، إلا أنه لم يعرفه سوى عدد قليل من زملائه، نظرًا لعدم انتشار وسائل التواصل في ذلك الوقت.
ويعد اكتشاف مادة المخدر تلك، التي كانت جديدة ومدهشة، وفقًا لما ذكره موقع «Live Science»، أصبحت واحدة من أفضل مواد التخدير، نظرًا لكونه يتميز عن باقى المواد المخدرة الأخرى بسرعة وراحة وهدوء دون تعب أو عناء.
بدأت القصة عام 1831، عندما اكتشف ثلاثة كيميائيين مادة الكلوروفورم، وهم الأمريكى صموئيل جوثرى، الفرنسى يوجين سوبيران، والألمانى فون ليبيك، ولكن لم يتم استخدامها بالعمليات الجراحية في ذلك الوقت، حتى استخدمها عالم اسكتلندي يدعى «سمبسون»، في التخدير أثناء الولادة، بالتحديد مع الملكة فيكتوريا أثناء ولادة ليبولد فى 1853.
ومن بعد «سمبسون» جاء «لونج» الذي ولد في 1 نوفمبر 1815 في ولاية جورجيا، وحصل على شهادة الطب من جامعة بنسلفانيا، والذي اكتشف مادة ثنائي إيثيل الإيثر، المستخدمة الآن في التخدير، بعدما لاحظ تشابه الخصائص الفسيولوجية للمادة التي اكتشفها، مع خصائص أكسيد النيتروز، وجرب استخدامها لأول مرة في 30 مارس 1842 أثناء عملية لاستئصال ورم من رقبة مريض، وتم اعتماده حتى الآن كمخدر في العمليات، بحسب تقرير الموقع.
وفي مسقط رأسه بجورجيا، وتحديدًا مدينة أطلنطا، تم إطلاق اسم «لونج» على أحد المستشفيات، وظل المستشفي يحمل هذا الاسم ما يقرب من 78 عامًا، حتى تغير اسمه عام 2009 إلى «مستشفي جامعة إيمور».
أيضًا سمي باسمه متحف بوسط مدينة جيفرسون بولاية جورجيا، والذي تأسس سنة 1957، فضلًا عن مدرسة باسمه في نفس الولاية، بالإضافة إلى إصدار طابع بريد يحمل صورته ضمن طوابع «سلسلة مشاهير الأمريكيين» عام 1940.

