
رحلة عبر الزمن تخوضها بمجرد الدخول إلى هذا البيت، فتنتقل من عصر التكنولوجيا والسرعة إلى عصر الملكية، ترى أثاثا قديما لكنه فخما، يمكنك أن تستشعر منه عبق الماضي ورائحته، ورغم مرور ما يقرب من 90 عامًا، إلا أن جميع المقتنيات صامدة بشموخ ووقار في أماكنها، دون أن ينخرها السوس، أو تتغير بفعل الزمن، كل ذلك ستجده داخل منزل الشاعر المصري من أصل يوناني قسطنطين كفافيس، الموجود حتى الآن في محطة الرمل في مدينة الإسكندرية، وتحول إلى متحف مفتوح، تم افتتاحه عام 1992 بمبادرة من المؤرخ والكاتب كوستيس موسكوف، بحسب ما ذكره موقع «World Wide».
25 عاما قضاها «كفافيس» في منزله، ثم ظل البيت من بعده قائما لما يقرب من 65 عامًا، يرتاده السياح من كل حدب وصوب، ليروا التحف الفنية التي تركها الشاعر قبل أن يتوفى في عام 1933 في المستشفى اليوناني بالإسكندرية، إثر إصابته بمرض السرطان.
ورغم أن البيت يضم عدة شقق، إلا أن شقة «كفافيس» مميزة، نظرًا لأنها تضم شرفة، بعكس باقي الشقق الموجودة، فضلًا عن مقتنيات الشاعر المميزة، والتي تتمثل في قصائد ودواوين كان يهديها لأصدقائه، ولكن لم يصدر له سوى ديوان واحد مطبوع خلال سنوات عمره التي تخطت السبعين عامًا، بحسب «الشرق الأوسط».
وعن قطع الأثاث الأصلية، فهي عبارة عن صوان صغير في غرفة النوم، ومرآة معلقة في غرفة المكتب، ومكتب كان يستخدمه «كفافيس» للكتابة، موجود في مدخل المنزل، وفوقه دفتر ضخم، كي يسجل الزائرون انطباعاتهم عن المكان، أيضًا يضم المنزل أشعار كفافيس بخط يده، وبعض اللوحات الفنية من وحي قصائده، للفنان الكرواتي ستانيسلاف ماريغانوفيك وآخرين.
هذا بالإضافة إلى أكثر من 70 عملًا نقديًا وأدبيًا لصاحب المنزل بلغات مختلف، فضلًا عن صور معلقة على جدران المنزل تعكس لقطات متعددة للشاعر الراحل في مراحل عمرية مختلفة، وبدا فيها كرجل أرستقراطي، ويضم البيت أيضًا لوحة زيتية لها حجم كبير، مرسوم الخديوي إسماعيل الذي عاصره والد الشاعر، وكان مقرباً منه.












