اكسترا

قصة أوكرانية فازت بأكبر مسابقة غنائية في أوروبا: عائلتها من «التتار» وجدتها من ضحايا ستالين

فازت الأوكرانية المسلمة جامالا، 32، في مسابقة يوروفيجين، وهي أكبر مسابقة غنائية في أوروبا، في دورتها الـ61 بالعاصمة السويدية، ستوكهولم، وذلك بعد خوضها المرحلة النهائية للمسابقة بأغنية عن تهجير روسيا للتتاريين من القرم.

وجرت المرحلة النهائية بين 3 متسابقين يمثلون أوكرانيا وأستراليا وروسيا، وفازت الأوكرانية بالمسابقة وتلتها أستراليا في المركز الثاني، بينما جاءت روسيا في المركز الثالث.

وغنت جامالا، وهي تترية مسلمة، أغنية من تأليفها باسم «1944» تحكي مأساة تهجير الأقلية التترية، من منطقة القرم على يد جوزيف ستالين، والتي استوحتها من قصص جدتها التي عاشت تلك الفترة المأساوية في عهد الاتحاد السوفيتي.

فالأغنية تتحدث عن أغراب يقتلون الناس جميعًا بينما هم أبرياء، في إشارة لما حدث في عهد ستالين ضد التتار في إقليم القرم.

وكانت روسيا ضمت شبه جزيرة القرم التي كانت تابعة لأوكرانيا إليها في عام 2014، وذلك بعد اندلاع الاحتجاجات العارمة في أوكرانيا.

وهددت أوكرانيا بالانسحاب من المسابقة في العام المقبل، إذا فازت روسيا بها ونظمت المسابقة على أرضها، نظرًا للصراع المستمر بين البلدين.

وأثارت أغنية 1944 جدلًا واسعًا باعتبارها أغنية سياسية، ولاسيما بعد فوز جامالا بالمسابقة، ما قد يضفي على المسابقة طابعًا سياسيًا، ويبعدها عن الهدف الذي أُقيمت من أجله، فتلك المسابقة انطلقت بعد الحرب العالمية الثانية بهدف توحيد صفوف أوروبا.

وارتفعت أصوات تندد بالفوز «السياسي» لأوكرانيا على حساب المتسابق الروسي.

فيما أكدت جامالا لصحيفة «لوفيجارو» الفرنسية أن أغنيتها ليس بها شيء من السياسة.

وقالت إن جدتها الكبرى كانت من بين الضحايا المنحدرين من أصل تتاري الذين رحّلهم ستالين بشكل جماعي إلى آسيا الوسطى بعد اتهامهم بالتعاطف مع ألمانيا النازية، وتوفي عدد كبير ممن رحلوا سواء في الطريق أو في المنفى، مقدرة الرقم بـ 200 ألف شخص.

وفي حين أن التصويت في المسابقة الأوروبية يشوبه لفترة طويلة التحالفات السياسية بين الدول المتنافسة، إلا أن الأغاني السياسية ممنوعة، لكن اشتراك «جمالا» بدا أنه شارف على كسر هذه القاعدة.

وقال اتحاد الإذاعات الأوروبية الذي نظم الحدث إن العرض الأوكراني لم يحتو على كلام سياسي ومن ثم فهو لم يكسر قواعد المسابقة، فيما أشارت إنجريد ديلتنر المديرة العامة للاتحاد بعد العرض، إلى أن الأغنية تشير لحقيقة تاريخية، وقالت: «جمالا أشارت إلى قصة حدثت لعائلتها».

ويرجع تتار القرم المسلمون إلى أصول تركية أقاموا في المنطقة منذ قرون قديمة جداً، ويتكلمون لغةً قريبةً جداً من اللغة التركية الحديثة، فيما يعيشون اليوم في دول عديدة مثل أوكرانيا وبولندا وبلغاريا وأوزبكستان ودول أخرى، فيما دخل الإسلام المنطقة في القرن الثامن الهجري على يد قبائل التتار المغولية.

زر الذهاب إلى الأعلى