
دراجات نارية تتراص بجانب بعضها أمام المحال التى تستخدم خدمة توصيل الطلبات، يقف العاملون عليها بجانبها فى درجة حرارة تخطت الـ40، فبعد ارتفاع أسعار البنزين والسولار والذى لاحقه غلاء معظم المنتجات، بدأت تساورهم الحيرة، ويتحدثون إلى بعضهم البعض فى قلق «يا ترى لو خدمة التوصيل زادت الناس هتبطل تدينا البقشيش اللى بنعيش منه»، بينما فى الداخل كان أصحاب المحال اتخذوا قرارهم «خلّى الخسارة علينا المرة دى».
بالرغم من سعر البنزين 92 الذى وصل إلى 5 جنيهات للتر الواحد، وبنزين 80 والسولار 365 قرشا، الأمر الذى أعقبه غلاء فى جميع المواصلات، نظراً لتعويض الخسارة، إلا أن كثيرا من أصحاب المطاعم والصيدليات قرروا أن يخالفوا تلك النظرية للتهوين على الشعب وتعويضها من جيوبهم، والبعض الآخر منهم مازال فى حيرة «هغلّى ولا لا».
«مغلناش ومش هنغلى حتى لو زاد عن كده، الإدارة نزلت قرار إننا منرفعش تسعيرة توصيل الطلبات لأن أكتر من كده هيكون كتير على المشترى واحنا لينا منافسين لازم نكسب الزبون»، هكذا قال أيمن الدمرداش، عامل فى إحدى الصيدليات الشهيرة، والتى تصل تسعيرتها إلى 5 جنيهات للطلب الواحد، ولم يكتفوا بتثبيت التسعيرة بل قرروا رفع رواتب عاملى الدليفرى: «عشان السولار على الإدارة نزلت قرار إنها هتزود رواتبهم من الشهر اللى جاى من 250 لـ350.. حتى لو فيه خسارة هنعمل إيه بقى».

وعلى بعد خطوات من الصيدلية، تحديداً فى منطقة وسط البلد يلتف المواطنون حول محل «فول وفلافل»، وأمامهم يقف «الطيارين» يحضرون دراجتهم للبدء فى أول الطلبيات، ويقول صاحب المحل الذى رفض الإفصاح عن اسمه: «بعد السولار والغلا اللى احنا فيه الطبيعى نغلى لكن أنا مش هغلى عشان أراعى ظروف الناس، حرام الناس هتستحمل إيه ولا إيه، التوصيل جنيه وهيفضل كده، وكمان اللى بيوصلوا عايشين على البقشيش اللى بيخدوه لو غليت التسعيرة محدش هيديهم بقشيش وده ميرضنيش»، ثم أكمل كلامه مبتسماً: «معلش خليها علينا المرة دى.. ربنا اللى بيكرم».
إيهاب، شاب ثلاثينى، عامل دليفرى منذ فترة طويلة، يقضى يومه بين التوصيلة والأخرى، وينغص عليه يومه اعتراض المواطنين على التسعيرة: «الناس أصلاً كانوا معترضين على التسعيرة اللى هى 5 جنيه وساعات ميدوش بقشيش أومال لو زادت عن كده إيه اللى هيحصل، الصراحة الإدارة مغلتش ومعتقدش إنها هتعمل كده وهتتحمل هى الخسارة»، بينما يرى محمد، عامل فى أحد المطاعم: «إحنا لسه مغلناش ومستنيين نشوف هل هيبقى فيه خسارة ولا لا، ولو فيه مش هنغلى عن نصف جنيه عشان نراعى ظروف الناس ومنخسرش احنا».


