اكسترا

قصة «فنار رأس غارب» المهدد بالانهيار: صممه صاحب «برج إيفل» وله دور كبير في حرب 1967

تمهيدًا لإعلانه ضمن المنشآت الأثرية والتاريخية، عاينت لجنة برئاسة الأثري محمد أبوالوفا، فنار رأس غارب، الشهير بـ«فنار إيفل»، وذلك لإعداد تقرير عن حالته الإنشائية والبدء في أعمال ترميمه وصيانته لسرعة إنقاذه، حيث يعد أهم المعالم التاريخية بمحافظة البحر الأحمر والذي أصبح مهددا بالانهيار في أي لحظة، بعد تعدد وقوع زلزال بمنطقة خليج السويس، حيث تعرض الفنار الحديدي لعوامل التعرية والصدأ وبدأت علامات الهلاك تظهر عليه مثل الصدأ الذي أكل مساحات كبيرة منه.

يقف الفنار شامخًا منذ إنشائه عام ١٨٧١، عقب افتتاح قناة السويس أمام حركة الملاحة العالمية، يؤدى الدور الذى أقيم من أجله فى إرشاد السفن لخطوط السير البحرية الصحيحة داخل خليج السويس والبحر الأحمر، وتم إطلاق اسم «إيفل رأس غارب» لوجوده بمنطقة رأس غارب، كما أنه من تصميم المعمارى الفرنسي «إيفل»، بمنطقة شمال البحر الأحمر، حيث يعد من أقدم الفنارات فى العالم، ويقع فى منطقة مكشوفة على الشاطئ لإرشاد السفن المتوجهة والقادمة من قناة السويس.

unnamed (15)

ويؤكد اللواء محمد حلمي، رئيس مدينة رأس غارب، أنه تمت مخاطبة هيئة الآثار للإسراع بترميم وصيانة الفنار وإقامة حديقة متحفية له وإعداده للزيارة.

كذلك يؤكد المهندس عمرو حمادي، من أبناء رأس غارب،أن الفنار ظل يعمل بكفاءة ليل نهار، حتى تم إنشاء فنار جديد من جانب مصلحة الموانئ، وتُظهِر المعاينة الخاصة بالفنار أنه مقام على ٣ محاور معدنية على قاعدة متسعة تمثل غرفة المراقبة بالفنار. هذه الأعمدة مقامة على «سوست» من الحديد المقوى بارتفاع ١٥ طابقا، وبداخله سلم حلزونى معدنى، للصعود لقمة الفنار، وتصدر من قمة الفنار أشعة متقطعة عبارة عن ٤ ومضات ثم ظلام لمدة ٣٠ ثانية، ويستطيع البحارة، خلال إبحارهم، رؤية الفنار على مسافة ٣٠ ميلا بحريا، بالإضافة إلى أجهزة استقبال وإرسال، لإرشاد السفن، واستقبال إشارات الاستغاثة، وأسفل الفنار توجد المكاتب الإدارية الخاصة بالعاملين.

وأوضح المؤرخ، محمد رفيع، أن لكل فنار شعاعا يميزه عن الفنار الآخر، حيث كانت السفن قديما بمجرد رؤية الشعاع الصادر يعرف قائدها أنه بالقرب من مدينة رأس غارب.

ويقع الفنار على خط عرض ٣٨.١١ و٣٣.٠٦ شرقا، وقد حافظ فنار رأس غارب على سلامة وحماية المنشآت البترولية القريبة منه، فى حرب ١٩٦٧، حيث لم تتمكن الطائرات الإسرائيلية من ضربها، نظرا لقربها الشديد من الفنار، الذى تحظر الاتفاقيات والمعاهدات الدولية تدميره أو ضربه.

وحذر «رفيع» من انهيار الفنار، لعدم وجود أى صيانة له، وإهماله وتعرضه لسوء الأحوال الجوية والتعرية والصدأ، وأنه يحتاج إلى ترميم وتجديد بشكل عاجل، باعتباره أثرا تاريخيا.

unnamed (14)

زر الذهاب إلى الأعلى