
أعظم الاختراعات تخرج من رحم أشد الأزمات، هذا ما يدلل عليه تاريخ الدول المتقدمة، فبعد أن ضربها زلزال قوي في مارس 2011، دمر محطة فوكوشيما النووية لتوليد الطاقة، كما دمر المنطقة الزراعية المحيطة بالساحل الشمالي الشرقي للبلاد، عانت اليابان أزمة غذائية، بسبب النقص الملحوظ في المحاصيل التي دمرها الزلزال.

الأزمة الغذائية التي وقعت حفزت شركة مراي (Marai) التي يديرها عالم النبات شيجيهارو شيمامورا، على تبني تقنية البيوت الكهربائية، وتطبيقها على النبات، للتعرف على إمكانية تسريعها من نموه وجني كمية أكبر من المحاصيل خلال فترة أقصر، بما يمكن من عملية التخزين والتصنيع الوفير تحسبًا لوقوع أي أزمات، وبالفعل نجح الخبير الياباني في بلوغ الهدف المنشود.

على أرض تبلغ مساحتها 25 ألف قدم مربع، أنشأ « شيمامورا» مزرعته «الضوئية» التي وظف فيها المصابيح الكهربائية «إل أي دي»، لتقوم بدور الشمس والقمر، من خلال التحكم في كمية الإضاءة وتوزيعها بشكل محدد يحاكي الليل والنهار، على نحو يسرع من نمو المحاصيل، كما وظف نظم تكنولوجية خاصة لتحسين مستوى الرطوبة ودرجة الحرارة داخل المزرعة المغلقة، وبالفعل نجحت التقنية الزراعية في إنتاج ما لا يقل عن 10 آلاف رأس من الخس يوميًا، بـ1% فقط من إجمالي كمية المياة المستخدمة لإنبات الخس في الأراضي الزراعية العادية، وبنسبة هدر وخسائر أقل 80% من تلكالتي تحدث باستخدام الطرق التقليدية في الزراعة، وكذلك طاقة كهربية أقل 40% من تلك التي تستخدم في الأراضي العادية، ورغم كل هذا الانخفاض في العناصر المستخدمة للزراعة، فإن الناتج محصول على أعلى درجة من الجودة.





