«أصحاب الأمراض الجينية».. نراهم يوميًا يتغلبون على المعاناة دون شكوى، لذا اختار طلاب الفرقة الرابعة من قسم الصحافة فى كلية إعلام جامعة القاهرة «معاناتهم» موضوعًا لمشروع تخرجهم، فأنشأوا لهم أول مدونة طبية أطلقوا عليها اسم «س وجين»، تناقش أمراضهم وطرق التأقلم معها وتوعية المجتمع بها.
(إسراء خالد، إسراء نصار، إسراء أيمن، سارة عبد الرحمن، هدى مصطفى، إيمان سمير، رقية كمال).. مجموعة طلاب دشنوا المدونة بالتعاون مع مركز البحوث المصرى.
«الطلبة تأثروا بزملائهم المرضى وحبوا مشروع تخرجهم يكون عن الأمراض الجينية فقط»، هذا ما استهلت به شيماء السكرى، معيدة بقسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة والمشرفة على المشروع، حديثها لـ«المصرى اليوم» عن أسباب اختيار الفكرة، موضحة أن لهذه الفكرة خصوصية جعلتهم يتفقون عليها، وهى أن جامعة القاهرة تنتمى إليها نسبة كبيرة من الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة والقدرات الفائقة، وركزنا على الأمراض الناتجة عن زواج الأقارب.
وأضافت «السكرى» أن الجهود الأخيرة التى قامت بها الدولة والمبادرات الرئاسية للحد من الأمراض الجينية دفعتهم من ناحية أخرى للتغطية الإعلامية لهذه الفكرة، مشيرة إلى أن انتشار الأمراض الجينية يرجع بالأحرى للثقافات الموروثة والأعراف الاجتماعية فى قرى الريف وصعيد مصر، والتى ما زالت تتمسك بزواج الأقارب، رغم ما نتج عنه من أمراض توارثتها أجيال عدة، ومن ثم كان لابد من المساندة الإعلامية والتوعية، جنبًا إلى جنب مع تقديم الدعم.
وذكرت المشرفة على المشروع أن المدونة تم تقسيمها إلى مجموعة من الأبواب، كان أبرزها باب «حياة كريمة»، الذى يتناول التغطية الإعلامية لكل المبادرات الحكومية التى اهتمت بأمراض التوحد والمتلازمات الجينية، وبخاصة «داون»، بالإضافة إلى الخدمات التى تقدمها الدولة والدعم المادى والصحى للمرضى.. و«باب ملهم» الذى يتناول اللمحات الإيجابية والنجاحات التى حققها أصحاب الأمراض الجينية.. وباب «استشارة مجانية» ويتضمن العديد من الاستشارات الطبية على لسان أشهر أطباء الوراثة الإكلينيكية فى كافة التخصصات.. كما أنهم كفريق حرصوا على تخصيص باب بعنوان «حواديت»، يتحدث فيه المرضى ذاتهم عن احتياجاتهم فى صورة فيتشرات وتقارير مصورة.
