
أظهرت دراسة جديدة رائدة أن الديناصورات المفترسة مثل «تي ريكس» والديناصورات ذات العنق «براكيوصور»، كانت كائنات من ذوات الدم الحار مثل الطيور والثدييات.
تتمتع الحيوانات ذوات الدم الحار بمعدل أيض مرتفع، فهي تستهلك الكثير من الأكسجين وتحتاج إلى العديد من السعرات الحرارية للحفاظ على درجة حرارة أجسامها، بينما تتنفس الحيوانات ذوات الدم البارد وتأكل بمعدلات أقل.
ولمعرفة هذه النتائج، أجرى العلماء محاولات سابقة لتحليل حلقات النمو أو إشارات النظائر الكيميائية في العظام، والتي لم تكن دقيقة بالقدر الكافي لأن التحجر يغير هذه العلامات، فضلاً عن أن تقنيات التحليل هذه كانت تعمل على إتلاف الحفريات.
إلى أن توصلت مؤلفة الدراسة الرئيسية ياسمينا ويمان، وهي باحثة في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وزملاؤها إلى طريقة جديدة لتقييم التمثيل الغذائي للديناصور، وهي من خلال النظر في الفضلات التي تتشكل عند استنشاق الأكسجين في الجسم وتتفاعل مع البروتينات والسكريات والدهون. هذه النفايات تظهر على شكل بقع داكنة اللون في الحفريات، تتناسب مع كمية الأكسجين التي يتم تناولها، وهي مؤشر على ما إذا كان الحيوان من ذوات الدم الحار أو البارد.
حللت ويمان وفريقها عظام الفخذ من 55 مخلوقًا مختلفًا، بما في ذلك 30 حيوانًا منقرضًا و25 حيوانًا حديثًا منها الديناصورات والزواحف الطائرة العملاقة التي تسمى التيروصورات والزواحف البحرية مثل البليزوصورات والطيور والثدييات والسحالي الحديثة.
استخدم العلماء الأشعة تحت الحمراء، والتي تستهدف التفاعلات بين هذه النفايات والضوء، مما سيمح لهم بمعرفة عدد جزيئات النفايات في الحفريات.
وجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة «ناتشر»، أن معدلات التمثيل الغذائي للديناصورات كانت عادةً مرتفعة وفي كثير من الحالات كانت درجة حرارة أجسامهم أعلى من درجة حرارة أجسام الثدييات الحديثة، التي تبلغ عادةً حوالي 37 درجة مئوية، وأنها تتشابه مع درجة حرارة أجسام الطيور التي يبلغ متوسط درجة حرارة أجسامها حوالي 42 درجة مئوية.
ومع ذلك، كانت هناك ديناصورات من ذوات الدم البارد، مثل ديناصورات طيريات الورك، وتتميز بأن مفاصل أوراكها تشبه السحالي، وهي ديناصورات كان لديها معدل أيض منخفض ومماثلة لتلك الموجودة في الحيوانات الحديثة من ذوات الدم البارد.
وقالت ويمان «تجلس السحالي والسلاحف عادةً في الشمس وتتشمس. وقد تضطر الديناصورات ذوات الدم البارد أيضًا إلى الهجرة إلى المناخات الأكثر دفئًا خلال موسم البرد، والمناخ ربما كان عاملا يدل على المكان الذي يمكن أن تعيش فيه بعض هذه الديناصورات».

