
عثر فريق من الباحثين على بيانات أرشيفية من تلسكوب هابل الفضائي، على جسم قديم يعتقدون أنه قد يفسر كيفية نشوء «الثقوب السوداء الهائلة».
ويُعرف الجسم الضخم المحتوي على البيانات باسم «GNz7q»، وكان موجودًا عندما كان عمر الكون 750 مليون سنة فقط، أي منذ حوالي 13 مليار سنة وفق ما نقلته «GIZMODO».
ومن منطلق تستر هذا الجسم تحت غبار كثيف، لا يزال الباحثون غير متأكدين من ماهيته، لكن استنادًا إلى النظريات الحالية لتشكيل الثقب الأسود، يعتقد علماء الفلك أن «GNz7q» هو مقدمة لثقب أسود فائق الكتلة.
من جهته، قال عالم الفلك ومؤلف الدراسة سيجي فوجيموتو، إن الطريقة التي تشكل بها أول ثقب أسود في الكون لا تزال واحدة من أكبر العناصر المجهولة.
وأضاف «سيجي»، بشأن الدراسة المنشورة في مجلة «Nature»، أن إحدى النظريات الشائعة تقول إن الثقب الأسود الأول «ظهر من النجوم الميتة الأولى، وسرعان ما ابتلع المواد المحيطة به»، بينما نوهت نظرية أخرى، إلى بأن الغاز في الكون المبكر انهار، مما أدى مباشرة إلى تكوين ثقب أسود بدون فترة نجمية متوسطة.
وأردف «سيجي»: «لا يمكن لدراستنا الإجابة عن السيناريو الأكثر احتمالًا هذه المرة، لكن اكتشافنا على الأقل يشير إلى المثال الأول لثقب أسود سريع النمو في الحقبة الأولى من الكون».
هذا، ويقع جسم «GNz7q» في مجرة معروفة بكثرة الانفجارات النجمية بها، فهي تنتج حوالي 1600 كتلة شمسية من النجوم سنويًا.
وتبلغ كتلة جسم «GNz7q» حوالي 20 مليار كتلة شمسية من الغاز، والثقب الأسود الذي يعتقد الفريق أنه يكمن داخل القرص الغباري هو 10 ملايين كتلة شمسية، أي 10 ملايين ضعف كتلة شمسنا.
ويعتقد الفريق البحثي أن الثقب الأسود داخل «GNz7q» هو الحلقة المفقودة بين مجرات الانفجار النجمي المتربة والمضيئة التي تغمر عالمنا اليوم.
من جهته، ذكر عالم الفيزياء زولتان هايمان، الذي لم يشارك في الدراسة، أن هذا جسم فريد ويختلف عن حفنة من المجرات الأخرى، الموجودة في المراحل المبكرة المماثلة من الكون.
وتابع: «يتحول لون GNz7q إلى اللون الأحمر بسبب الغبار الذي يغلفه، ويظهر ساطعًا جدًا في أطوال موجات الأشعة تحت الحمراء».
واستطرد: «المميزات التي وجدها الباحثون تتوافق أيضًا بشكل جيد مع فكرة أن الثقوب السوداء الأكثر ضخامة، والتي تزن مليارًا شمسيًا في هذا العصر، كانت لها مرحلة مبكرة، حيث نمت بسرعة كبيرة، وتحيط بها مجرة تشكل النجوم أيضًا بسرعة كبيرة، والغاز والغبار الذي يغلف المناطق الوسطى ويجعل الألوان تظهر شديدة الاحمرار».
جديرٌ بالذكر، أن فريق «سيجي» البحثي يأمل في أن يرصد تلسكوب ويب الفضائي، بعضًا من أقدم الظاهر الكونية، خاصةً الأشعة تحت الحمراء، ما يُحسن بشكل كبير من التفاصيل، التي يمكن لعلماء الفلك من خلالها مراقبة أجسام مثل «GNz7q».

