صندوق الدُنيا

قصة وجهة سياحية قائمة على رفات الموتى: نابليون أراد هذا الأمر

اشتهرت العاصمة الفرنسية باريس بسراديب موتاها، التي أصبحت وجهة سياحية يزورها أكثر من 300 شخصًا أسبوعيًا، وتجذب العديد من السياح حول العالم.

وبحسب موقع «grunge»، تبلغ سراديب الموتى حوالي 321.8 كيلومتر من الامتدادات المظلمة والرطبة من المدافن مع العظام والجماجم المتجمعة على الأرض.

ظهرت سراديب الموتى في القرن السابع عشر، عندما أصبح الموتى يمثلون مشكلة كبيرة لباريس، حيث كانت أماكن الدفن في المدينة مزدحمة لدرجة أن الجثث المتعفنة ارتفعت منها، وذلك حسب ما أكدته مجلة «سميثسونيان».

وبدلاً من أماكن الراحة التقليدية، وجد حوالي 6 إلى 7 ملايين شخص راحتهم في هذه الأنفاق المبنية، حيث بدأت المدينة في نقل العظام من المقابر إلى سراديب الموتى في عام 1786، واستغرق الأمر أكثر من 12 عامًا لاستخراج الجثث وإعادة دفنها.

وأوضح المتحف الوطني للتاريخ، أن الأمر بدأ في حوالي القرن الخامس إلى القرن الحادي عشر، عندما كانت الجثث تُدفن بأسلحتها ومجوهراتها، وبحلول عام 1860 توقفت سراديب الموتى عن اكتساب المزيد من المتوفيين.

وبحلول القرن التاسع عشر، أراد «نابليون» أن يترك وراءه إرثًا يمكن لعامة الناس رؤيته، حيث اعتقد أن الرجال لا يتمتعون بالعظمة إلا من خلال الآثار التي يتركونها وراءهم.

لهذا، أسس «نابليون» وجهة سياحية في باريس من سراديب الموتى، واستعان بنيكولاس فروشوت حاكم نهر السين، ولويس إتيان هيريكارت دي ثوري المفتش العام للمحاجر، بغرض تحويل سراديب الموتى من مقبرة بالية إلى شيء مذهل، وتحولت العظام التي كانت في البداية على شكل أكوام إلى ترتيبات منتظمة على شكل قلوب ودوائر، كما نسخ المدن الأخرى ذات التوجه السياحي مثل روما مع سراديب الموتى.

وأضافت الجولات الأولى مزيدًا من الرعب من خلال إضاءة الطريق بالشموع، وسرعان ما اكتسبت سراديب الموتى في باريس سمعة باعتبارها واحدة من أكثر الأماكن تأثيرًا، وبالتأكيد أكثر الأماكن رعبًا للزيارة في المدينة.

وفي وقت لاحق، أضيفت معروضات مثل الهياكل العظمية المشوهة، والتحف التي عُثر عليها أثناء حفر الأنفاق، ونافورة السامري التي تحتوي على سمكة ذهبية، ولكن لم يبق أي من هؤلاء، باستثناء النافورة بلا أسماك.

كما يمكن لزوار اليوم مشاهدة ما يزيد قليلًا عن 1 كيلومتر من مكان الدفن، في جولة تستغرق 45 دقيقة، ولكن لا يسمح بأكثر من ذلك، حيث يعد من غير القانوني الدخول إلى تلك المناطق.

وتعد ممرات سراديب الموتى في باريس ضيقة ومنخفضة ومغمورة بالمياه ويمكن أن تكون خطيرة، ففي عام 2017، أمضى مراهقان 3 أيام في الأنفاق، وعثرت عليهم السلطات الفرنسية في النهاية، وفقًا لما ذكره موقع Teen Vogue، وفي عام 1793، تجول فيليبرت أسبيرت، دون أن يجد مخرجًا على الإطلاق، وتم انتشال جثته بعد 11 عامًا.

زر الذهاب إلى الأعلى