
كانت الموضة المنتشرة لكلا الجنسين في عهد الإمبراطورية الرومانية تتلخص في «التونيك»، وهو رداء يصل إلى الركبتين أو إلى الكاحلين بأكمام أو بدون أكمام، و«التوجة»، وهو رداء واسع منسدل وهو غير رسمي يتم ارتداؤه في المناسبات الفاخرة.
وبما أن الإمبراطورية الرومانية كانت كبيرة وممتدة، فقد انقسمت في داخلها إلى العديد من الثقافات المختلفة، لكل واحدة أسلوبها الخاص في الملابس. وكانت وجهة النظر الرومانية حينها، من خلال المعارك الكثيرة التي قاتلوا فيها المستعمرين، أن البنطال لم يكن مناسباً لهم ولم يكن عصرياً كذلك.
لذلك، أصبحت السراويل أو البنطلونات تمثل «الآخر» بالنسبة للشعوب والدول التي احتلها الرومان.
وبحسب موقع grunge، قالت المؤرخة سوزان إلم لمجلة «أطلس أوبسكورا»: «استخدم الخطباء الرومان السراويل لوصف القبائل الأجنبية عنهم، ووصفوهم بأنهم متخلفين وغير متحضرين، لا سيما بالمقارنة مع المجتمع الروماني الراقي. ولهذه الأسباب، كان يُنظر إلى الرومان الذين يرتدون السراويل على أنهم غير عصريين أو غير متحضرين».
ومع مرور الوقت، وخلال عام 100 بعد الميلاد، كان ارتداء السراويل لا يزال يُوصف به الأجانب غير المتحضرين، وفقا لوصف المؤرخ الروماني، بوبليوس كورنيليوس تاسيتوس. وفي نفس الوقت تقريبًا، بدأ الجنود الرومان يرتدون نوعًا من البنطلونات كان أكثر ملاءمة للمناخات الباردة، حيث كانت الجيوش الرومانية تقاتل كثيرًا، خاصة في شمال وشمال غرب أوروبا.
ونظرًا لأن هذه البنطلونات أصبحت أكثر شيوعًا بين صفوف الجنود الرومان، فقد أصبحت أيضًا أكثر شعبية بين عامة السكان. ولقمع هذا الاتجاه، لم يُسمح للرجال بارتداء السراويل بناءً على أوامر من الأباطرة الرومان.
لكن لم يمض وقت طويل بعد ذلك حتى واجهت روما في عام 500 م القبائل الجرمانية التي كانت ترتدي السراويل، والذين أسموهم الرومان بـ «البرابرة». ومنذ ذلك الوقت، لم يعد ارتداء البنطلونات من المحرمات، ووفقًا للأستاذة والمؤلفة كيلي أولسون، التي تحدثت مع مجلة أطلس أوبسكورا، تم ارتداء البنطلونات في ذلك الوقت في البلاط الروماني الوحيد المتبقي في القسطنطينية.



