
تعتبر مملكة الفطر هي واحدة من العجائب، إذ اكتشف العلماء مؤخرا أن هذه النباتات يمكنها أن تتحدث مع بعضها البعض باستخدام شبكة للتواصل تحت الأرض، لتحديد مصادر المياه القريبة والمغذيات، وكذلك لتحذير جيرانها من الحيوانات المفترسة القريبة.
في الشهر الماضي، قام مجموعة من الباحثين بمشروع يؤكد ما إذا كان الفطر يمكن أن يتحدث مع بعضه البعض، بالإضافة إلى طبيعة اللغة التي قد يستخدمونها.
شبكة تربط الفطر
بحسب صحيفة «الجارديان»، فقد ثبت أن الفطريات تتواصل من خلال شبكة موجودة تحت الأرض، حيث يرتبط الفطر من خلال شبكة معقدة تحت الأرض من الهياكل الشبيهة بالخلايا العصبية، هذه الشبكة هي التي تربط أيضًا النباتات تحت الأرض لمساعدتها على التواصل مع بعضها البعض، لدرء الآفات الضارة وضمان توزيع العناصر الغذائية بالتساوي.
على سبيل المثال، عندما يتم إدخال قطعة من الخشب إلى فطر آكل للخشب، فإنها تطلق إشارات كهربائية في هذه الشبكة إلى الفطريات القريبة الأخرى، تمامًا مثل الأعصاب في يد الإنسان التي تطلق إشارات إلى الدماغ إذا لمست وعاء ساخن.
طريقة كلام الفطر
لمعرفة ذلك، كان أحد الباحثين من جامعة غرب إنجلترا، ويدعى أندرو أداماتسكي، فضوليًا لتحديد ما إذا كانت هذه الفطريات الغامضة تتواصل في أنماط يمكن التعرف عليها، مثل الكلام البشري أو قطيع الذئب.
حاول الباحث اختبار ذلك بوضع أقطاب كهربائية دقيقة في 4 أنواع من الفطر، لتحديد أنماط الإشارات التي يرسلونها ذهابًا وإيابًا، وفقًا لصحيفة الجارديان.
وجد الباحث أن النبضات الكهربائية للفطريات جاءت في مجموعات ونُفِّذت بواسطة محفزات خارجية، حيث اكتشف أن بإمكانها إرسال مجموعة متنوعة تصل إلى 50 كلمة في مفرداتها، كما يمكنها توزيع أطوال الكلمات بشكل يتطابق مع اللغات البشرية، وفقًا للبحث المنشور في Royal Society Open Science.
على سبيل المثال، يبلغ متوسط طول كل كلمة فطر 5.97 حرفًا، مقابل اللغة الإنجليزية بمتوسط 4.8 حرف.
فيما كان فطر الخيشوم المقسم، الذي يأكل الخشب المتحلل، أكثرها بلاغة، مع أكثر الجمل تعقيدًا من النبضات الكهربائية لأي فطريات تم اختبارها، وفقًا لصحيفة الجارديان.
يقول «أداماتسكي» للصحيفة أن هذا يمكن أن يكون وسيلة للتواصل مع الشركاء، مثل عواء قطيع الذئب عند ظهور طعام جديد، ومثل النباتات التي تتواصل لتبادل العناصر الغذائية.
وأضاف: «نحن بعيدون جدًا عن التحدث عن الفطر وتفسير ما تعنيه هذه الإشارات، ولكن تم إثبات شيء واحد في هذا البحث وهو أن الإشارات لم تكن عشوائية».



