
هل تساءلت يومًا لماذا يعيش البشر حياة أطول بكثير من الحيوانات التي توجد حولنا؟ ربما تكون قد فكرت في الأمر.
وتدور هذه التساؤلات من منطلق أن عمر الـ 20 عامًا بالنسبة للقطط ولكلاب طويل جدًا، عكس البشر، الذين قد تصل أعمارهم إلى الـ 60 وحتى الـ 70 عامًا في الأغلب، مع العلم أن قلة تتجاوز حاجو الـ 100.
وللوصول إلى سبب هذه الفروق، اعتقد العلماء سابقًا أن هذا الأمر له علاقة بحجم أجسامنا، واقترح الخبراء أن حجم الجسم الأصغر يحرق الطاقة بسرعة أكبر مما يؤدي إلى انخفاض عمره. فعلى سبيل المثال، يبلغ متوسط ُعمر الفئران 3.7 سنوات، بينما يمكن أن يتراوح عمر الفئران في أي مكان من 10 إلى 13 عامًا.
ولكن بعد ذلك، كيف يكون لفأر الخلد، الذي يبلغ حجمه خمس بوصات فقط نفس عمر الزرافة؟ حيث تعيش الزرافة عادة لمدة 24 عامًا، ويعيش فأر الخلد لمدة 25 عامًا.
وتشير دراسة جديدة أجراها معهد ويلكوم سانجر في كامبريدج، والتي نُشرت في مجلة نيتشر، إلى أن مفتاح المنطق وراء الأعمار المرتفعة أو المنخفضة قد يكون في معدل الانحلال الجيني وطفرات الحمض النووي.
وأوضحت الدراسة أن الحيوانات ذات العمر الأطول تعمل على إبطاء طفرات الحمض النووي، مما يساهم في إطالة عمرها، والطفرات الجسدية هي تغيرات جينية تحدث في جميع الخلايا وغالبًا ما تكون غير مهمة، ولكن بعضها يمكن أن يضع خلية على طريق السرطان أو يؤثر على الوظيفة الطبيعية.
ويقول تقرير نقلته «تليجراف»، إن العثور على نمط مماثل من التغيرات الجينية في الحيوانات يختلف عن بعضها البعض مثل الفأر والنمر.
لكن الجانب الأكثر إثارة في الدراسة هو العثور على أن العمر يتناسب عكسيا مع معدل الطفرات الجسدية. هذا يشير إلى أن الطفرات الجسدية قد تلعب دورًا في الشيخوخة.
وبالعودة إلى مثال الزرافة وفأر الخلد، فإن مفتاح عمرهما المتشابه تقريبًا يكمن في عدد الطفرات الجينية؛ وهو 99 للأول و93 للأخير، بينما لا نواجه نحن البشر سوى 47 طفرة في السنة، فإن الفئران التي لها عمر قصير جدًا يبلغ 3.7 سنوات من الخبرة تعاني من عدد هائل يبلغ 796 طفرة كل عام.
هذا الاكتشاف وفقًا للباحثين، يفتح الباب أمام معرفة أفضل بعملية الشيخوخة، فضلاً عن حتمية الوفاة وتوقيتها.

