في عام 1974، التقى رجل كندي يدعى روبرت بيركنز، بامرأة تدعى روندا، كانت مثله مغرمة جدًا بالحيوانات، مما سهل عليهما التعارف والتقارب أكثر، حتى وقعا في حب بعضهما وقررا الزواج والعيش معًا، ولكن، للأسف، انتهت رحلتهما السعيدة معًا بمأساة.
بسبب المشاكل النفسية الشديدة المرتبطة بطفولة مؤلمة، انتحرت روندا في عام 2006، وبعد ذلك قرر روبرت بأي ثمن تحقيق إحدى الرغبات الرئيسية لحبيبته. لطالما حلمت الزوجة بخلق ملاذ للحيوانات البرية، حيث يمكنهم العيش بسلام والشعور بالأمان.
في ذكرى حبه المفقود، اشترى روبرت منطقة مستنقعات تقع بجوار منزله، واستأجر حفارة، وشرع في إنشاء محمية صغيرة. ولمدة تسع سنوات من العمل، تمكن من تحويل مستنقع سيء إلى جنة حقيقية للحيوانات البرية التي تعيش في مكان قريب، القنادس والسلاحف والضفادع والطيور المائية وما إلى ذلك، بحسب «سي بي سي نيوز».
يقول بيركنز لشبكة «سي بي سي نيوز»: «كانت زوجتي تخبرني دائما بحلمها، مكان صغير في الغابة، مكان ما خاص، مكان ما حيث لن يزعجنا أحد، مكان يمكننا العيش فيه مع جميع الحيوانات».
لم ينس «بيركنز» ذلك أبدًا، حتى بعد سنوات عندما لم يعد الاثنان معًا. لذا اشترى قطعة أرض خلف منزله وبدأ العمل، وقام بإزالة بعض الأشجار واستخدام الحفارة لحفر البرك العميقة التي ملأها بالماء.
يضيف الرجل الكندي: «قلت لنفسي، سأقوم ببنائها، وقال الجميع إنه لا يمكنك فعل ذلك. ما الذي يجعلني لا أستطيع فعل ذلك؟ أستطيع أن أفعل أي شيء أريده».
اعترف «بيركنز» بأنه في البداية واجه مشكلة مع المسؤولين الإقليميين والبلديين الذين قال إنهم كانوا قلقين بشأن حجم المياه على أرضه، لكنه تمكن في النهاية من إقناعهم واستكمال مشروعه.
الآن، يأمل «بيركنز» أن يصبح مشروعه يومًا ما مكانًا تعليميًا يمكن أن يزوره سكان مقاطعته «نوفا سكوشا»، للتعرف على أهمية الأراضي الرطبة، لكنه يأسف لأن حبيبته «روندا» لن تتمكن من رؤية حلمها الذي تم بناؤه من أجلها.
يقول الكندي: «أعتقد أنني الآن لا أحتاج إلى التساؤل عن رأيها في المكان. أشعر بوجودها هناك كل يوم».
وفقًا لآخر مسح، تمتلك مقاطعة «نوفا سكوشا» حوالي 360 ألف هكتار من الأراضي الرطبة بالمياه العذبة و17 ألف هكتار من المستنقعات المالحة. بينما تشير التقديرات إلى أن حوالي 40 في المائة من جميع الحياة البرية تعتمد على الأراضي الرطبة، وقد أصبحت حلاً مهمًا يعتمد على الطبيعة للتعامل مع تغير المناخ.
